الاخلاق قبل الرياضـــــــه
بقلم فضيله المعيني
لا نفهم كثيراً في كرة القدم، لكن نعلم تماما أن الرياضة أخلاق قبل كل شيء، ومبادئ يجب أن يتحلى بها الرياضي في أي حقل كان، ولا حياد عن هذا المبدأ مهما أوتي اللاعب من كفاءة وجدارة، ومهما تميز وأحرز الألقاب والميداليات تبقى الأخلاق قبل كل شيء، ولا يشفع له كل ذلك ما لم يكن خلوقا ورياضيا بدناً وخلقاً.
وتبقى المباريات النهائية لتحديد بطل الكأس أو بطل الدوري من أحب المباريات إلى قلوب الجماهير التي تحرص على مشاهدتها، ومتابعتها في المدرجات وعبر الشاشات التي تنقل الحدث، بل ومن المتعارف أنها تكون من أقوى المباريات، وأكثرها متعة وإثارة، يؤجل محبو كرة القدم وعشاقها أعمالهم لقضاء 90 دقيقة أو أكثر في حضرة جماليات ومهارات تحدثها أقدام اللاعبين.
مباراة الأهلي والوصل كانت قمة في كل شيء تنظيما ولعبا وحضوراً جماهيرياً، توجه حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعدد كبير من الشيوخ والمسؤولين، لكن حالة التوتر المبالغ فيها والتشنج الذي لم يكن له داع، واحتكاك بعض اللاعبين من كلا الفريقين كاد أن يحدث الشرارة التي تحيل الملعب إلى حلبة مصارعة على مرأى من المسؤولين والجماهير التي حضرت من أجل المتعة، وعلى مرأى من آلاف المشاهدين أمام شاشات التلفزة.
تصرفات بعيدة تماما عن الرياضة التي أساسها الأخلاق والمبادئ، تصرفات ربما لا نشاهدها في مباريات كرة القدم التي تشهدها الفرجان والأحياء السكنية، وسلوك يخالف المتعارف عليه، ويستهين كثيراً بجماهير تكبدت عناء الحضور من أجل المشاهدة والمتعة والتشجيع وقوفاً خلف فرقهم.
لو كنت مسؤولاً رياضياً، وبعيداً عن الفرح الذي يعيشه الأهلي، وأيضاً بعيداً عن الحزن الذي خيم على فريق الوصل، لوقفت وقفة جادة عند تلك التصرفات، ولكان لي حديث مع ما جرى في الملعب، ولتصديت لذلك السلوك الذي يسيء إلى الرياضة المحلية، ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص، ويفتح الأبواب أمام الجماهير لأن تدخل حلبة المصارعة تلك، لتصبح هذه اللعبة على كف عفريت.
من منطلق الإخلاص والحرص على ما هو جميل نقول: لا بد لإدارتي الفريقين من محاسبة من أساء الأدب، ونسي نفسه، وتصرف على هواه. فلا حق للفائزين في القيام بتلك التصرفات، ولا حق للخاسرين أيضاً في تعكير صفو أجواء مباريات نهائية شرفت بتكريم خاص. كان على اللاعبين أن يكونوا في مستوى الحدث ويبرزوا الوجه الجميل له.